الزينة: كل شيء يَزينُ الإنسانَ من لباس طيب وغيره .
الإسراف: تجاوز الحد وعدم الاعتدال في المأكل والمشرب وصرفُ الأموال في غير موضعها .
في هذه الآية تأكيدٌ على ستر العورة ،والتزُّين والتجمُّل عند كل صلاة: فاللهُ سبحانه بعد أن أمر بالعدل في كل الأمور ،أكّد هنا بنداء إلى بني آدم: خُذوا زينتكم من الثياب الحسنة ،مع الخشوعِ والتقوى عند كل مكان للصلاة ،وفي كل وقتٍ تُؤَدون فيه العبادة .ثم إنه أمَرَنَا بالاعتدال في الأكل والشرب ،وأن لا نتجاوز الحدّ المعقول:{إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المسرفين} لأن الإسراف في المطعَم يُضِرّ بالصحة ،والإسراف في المال يؤدّي إلى الفقر ،وبذلك يجني المرء على أُسرته ،ومن ثم على وطنِه ،حين يغدو عالةً على المجتمع .
والتزيُّن للعبادة عند كل مسجد ،وِفق عُرف الناس في تزينّهم في المجتمعات والمحافل ،أمرٌ مطلوب شرعاً ،ليكون المؤمن في أجمل حال عندما يقف بين يدي ربه ،أو في أيّ اجتماع .وهو أصلٌ من الأصول الدينية والمدنيّة عند المسلمين .وقد كان سبباً في تعليم القبائل البدائية ،والأوساط المتأخرة في إفريقية وغيرها من الأمم التي تعيش عراةَ الأجسام رجالا ونساء .وكان هذا من فضل الإسلام ،الذي نقل أمما وشعوبا من الوحشية إلى الحضارة الراقية .
وقد روى النَّسائي وابنُ ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «كُلُوا واشربوا وتصدَّقوا والبَسوا في غير مَخيِلَةٍ ولا سَرَف ،فإن الله يحبّ أن يرى أثَرَ نِعمه على عبده » .ومعنى «مخيلة » كِبر وإعجاب بالنفس .