قل لهم يا محمد ،منكراً عليهم افتراءَ التحليل والتحريم على الله: من الذي حرَّم زينةَ الله التي خلَقها لعباده ؟ومن الذي حرم الحلالَ الطيبَ من الرزق ؟وقل لهم: إن الطيّبات نعمةٌ من الله ،ما كان ينبغي أن يتمتع بها إلا الّذين آمنوا في الدنيا ،لأنهم يؤدون حقّها بالشُّكر والطاعة ،لكن رحمةَ الله الواسعة شملتْ جميع عباده الطائعين والعاصين في الدنيا .أما في الآخرة فسوف تكون النعم خالصة للمؤمنين وحدهم .
روى أبو داود عن أبي الأحوص قال: «أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثوب دون ،فقال: ألَكَ مال ؟قلت: نعم ،قال: من أيّ المال ؟قلت: قد آتانّي اللهُ من الإبل والغنم والخيل والرقيق .قال: فإذا آتاك الله فَلْيَرَ أثَرَ نِعمته عليك وكرامته لك » .
{كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيات لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} .
إن هذا التفصيلَ لِحُكم الزينة والطيبات من الرزق الذي ضلَّ فيه كثير من الأمم والأفراد ،ما بين إفراط وتفريط ،إنما جاء في كتابنا هذا أيها الرسول ،لِقومٍ يدركون أن الله وحدَه مالكُ الملك ،بيده التحليل والتحريم .
قراءات:
قرأ نافع «خالصةٌ » بالرفع ،والباقون «خالصة » بالنصب .