استحب: أحب .
الظلم: وضع الشيء في غير موضعه .
لمَّا أعلن الله براءته وبراءة رسوله من المشركين وآذنهم بنبذ عهودهم ،عز ذلك على بعض المسلمين وتبرّم به ضعفاء الإيمان ،وكان أكثرهم من الطلقاء الذين أعتقهم النبيُّ يوم فتحِ مكة .وكان موطن الضعف نصرةَ القرابة وعصبية النسب .فجاء «الكتاب » هنا يجرد المشاعرَ والصلاتِ في قلوب المؤمنين ويمحّصها ،فيدعو إلى تخليصها من وشائج القربى والمصلحة .ثم إنه يجمع لذائذ البشر ،ووشائج الحياة فيضمها في كفّةٍ ،ويضع حبّ الله ورسوله وحب الجهاد في الكفّة الأخرى ويدعو المسلمين للخيار .
{يا أيها الذين آمَنُواْ لاَ تتخذوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إَنِ استحبوا الكفر عَلَى الإيمان} .
يا أيها المؤمنون ،لا تتخذوا من آبائكم وأبنائكم وإخوانكم وعشيرتكم وأزواجِكم نصراءَ لكم ما داموا يحبّون الكفرَ ويفضّلونه على الإيمان .
{وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فأولئك هُمُ الظالمون} .
ومن يتولّهم ويستنصر بالكافرين فإنه من الظالمين الّذين تجاوزوا الطريق المستقيم