بخلاقهم: بنصيبهم .
خضتم: دخلتم في الباطل .
حبطت أعمالهم: فسدت وذهبت .
ثم بعد ذلك يذكِّر الله تعالى هؤلاء القومَ بما كان من أسلافهم ،ويبصِّرُهم بأنهم يسلكون طريقَهم ،ويحذّرهم أن يُلاقوا مصيرَهم ،لعلّهم يهتدون فيقول:
{كالذين مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاَداً فاستمتعوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاَقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بِخَلاَقِهِمْ وَخُضْتُمْ كالذي خاضوا} .
إنكم أيها المنافقون ،كأولئك المنافقين الذين خَلَوْا من قبلِكم ،فإنهم كانوا أقوى منكم وأكثر أموالاً وأولاداً ،وقد استَمتَعوا بما قُدِّرَ لهم من حظوظ الدنيا ،وأعرضوا عن ذِكر الله وتقواه ،وقابلوا أنبياءَهم بالاستخفافِ وسخِروا منهم فيما بينهم وبين أنفسِهم .وقد استمتعتُم أنتم بما قُدر لكم من ملاذ الدنيا ،وحَذَوْتم حذوهم ودخلتم في الباطل كما دخلوا ،وخضتم فيما خاضوا فيه ،وسلكتم سبيلَهم في طريق الضلال .
{أولئك حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدنيا والآخرة وَأُوْلَئِكَ هُمُ الخاسرون} .
إن أولئك المستمتعين بملذّاتهم في الدنيا ،والخائضين في الباطل ،بَطَلَت أعمالهم بطلانا أساسا ،فلم تنفعْهم في الدنيا ولا في الآخرة ،وخسروا كل شيء وأنتم مثلهم في سوء الحال والمآل .