قوله تعالى:{أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون} [ التوبة: 69] أي المنافقون والمنافقات حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة ،أما حبطها في الدنيا ،فمن حيث كيدهم ومكرُهم وخداعُهم ،التي كانوا يقصدون بها إطفاء نور الله ،ويأبى الله إلا أن يُتم نوره .وأما حبطُها في الآخرة ،فمن حيث أن عباداتهم وطاعاتهم ،أتوا بها رياءً وسمعةً ونفاقاً ،فحبطت أعمالهم من الخبيثات المذكورات ،حيث لم يحصل بها غرضهم في الدنيا ولا في الآخرة .
وأما عباداتهم التي تجري بها أحكام المسلمين عليهم ،كحقن دمائهم وأموالهم ،فينتفعون بها في الدنيا خاصة ولا عبرة به .