{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ( 109 )} [ 109] .
في الآية تقرير بأن الله تعالى لم يرسل من قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا رجالا مثله من أهل البلاد .وسؤال يتضمن معنى التنبيه والإنذار عما إذا كان الكفار لم يطوفوا في البلاد ولم يروا عاقبة الأمم التي وقفت مثل موقفهم مما لا يصح أن يكون في عاقل .وتقرير آخر بأن الدار الآخرة هي خير وأفضل للذين اتقوا الله ،وأن عليهم أن يعقلوا هذه الحقيقة أيضا ؛وقد تضمنت جملة{أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ( 109 )} [ 109] تبكيتا للكفار الذين خوطبوا بها ؛لأنهم لم يدركوا هذه الحقيقة .
والآية متصلة بالسياق كما هو المتبادر وفيها استمرار في تطمين النبي صلى الله عليه وآله وسلم ،وقد تضمن السؤال الوارد فيها معنى التقرير بأن الكفار قد طافوا في الأرض ورأوا بأعينهم مشاهد تدمير الله للأقوام السابقين ،وفي هذا حجة ملزمة كما هو ظاهر .