/ت30
تعليق على توبة آدم
وحكمة ذكرها
ولقد روى المفسرون{[192]} روايات عديدة عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربّه ليتوب عليه منها جملة:{قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [ الأعراف: 23] الواردة عن لسانهما في سورة الأعراف .ومنها عبارات أخرى مماثلة .ومنها أن آدم سأل ربه إن كان له توبة فقال له: نعم .فدعا ربه تائبا مستغفرا .ومنها رواية غريبة وهي أن الله علم آدم أركان الحج وأمره بالطواف حول مكان الكعبة الذي كان ربوة حمراء سبعا ،ثم بصلاة ركعتين وطلب المغفرة .وليس لكل ما رووه سند وثيق ،وليس من طائل في التخمين في أمر مغيب .وقد أخبرنا الله في الآيات أنه ألهمه أن يتوب عن ذنبه ففعل فتاب وتاب عليه ،وكفى .
ونكرر هنا ما قلناه في سياق القصة في سورة طه من أنه قد تبادر لنا من حكمة ذكر قبول الله لتوبة آدم الرد على ما كان النصارى ،وما زالوا يعتقدونه من عقيدة عجيبة وهي تسلسل خطيئة آدم في ذريته من بعده وكون الله إنما أرسل ابنه الذي هو نفسه سبحانه وتعالى بعد مدة طويلة ليفتدي بني آدم من خطيئة أبيهم!.
ومفسرو الشيعة يروون روايات عديدة على هامش آيات القصة ،من ذلك أن الشجرة التي نهى الله آدم وحواء عنها هي شجرة علم محمد وآل محمد الذين آثرهم الله عز وجل بها .وأن محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين كانوا يأكلون منها فلا يحسون بجوع ولا عطش ولا نصب ولا تعب .ومن ذلك إن الله إنما أمر الملائكة بالسجود لآدم ؛لأنه كان في صلبه أنوار النبي وآله المعصومين المفضلين على الملائكة .ومن ذلك أن آدم رأى على العرش أسماء يتلألأ النور منها فسأل فقيل: إنها أسماء أجلّ الخلق عند الله محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين فتوسل بهم إلى ربّه فقبل توبته .وطابع الصنع والهوى الحزبي بارز على هذه الروايات العجيبة التي يبدو منها شدة استغراق رواة الشيعة في الحزبية العمياء مهما بدا فيما يروونه من صنعة وغرابة [ انظر كتاب التفسير والمفسرون للذهبي ،2/91 ،92 ،93 ،161 ،163 وانظر تفسير الطبرسي الذي نقلناه عنه بعض الروايات أيضا .