قوله تعالى: ( فتلقى ءادم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ) ثمة أقوال في تفسير التلقي هنا ،و لعل الأصوب أن يكون معناه الاستقبال .فقد استقبل آدم من ربه كلمات علمه إياهن للحصول على التوبة ،لكن ما هذه الكلمات و ما حقيقتها ؟و للإجابة عن ذلك يمكن الاطمئنان إلى أن المقصود بهذه الكلمات هو الدعاء المتضرع الخاشع من خلال كلمات يقولها آدم ليعلن أمام الله توبته و ندامته .
وبعد تحقيق ذلك امتن الله عليه بالتوبة و الغفران .
و قوله: ( فتاب ) من التوبة و هي الرجوع إلى الله بالإقلاع عن المعاصي إلى الطاعات ،وكذلك تكون توبة العبد إذ يؤوب إلى ربه طائعا نادما عما اجترحه من مخالفات ،أما التوبة من الله فلا يتصور فيها الرجوع منه سبحانه ،لكن القول الذي يمكن اعتماده في بيان ذلك هو أن الله عز و جل يقبل توبة العبد إذا تاب و أناب ،لأنه سبحانه يقبل التوبة عن عباده .و الله من صفاته أنه ( التواب الرحيم ) فلا ريب في أنه دائم التوبة عظيم التجاوز عن الخطايا و الذنوب ،و هو كذلك رحيم بعباده يغمرهم بواسع رحمته و فضله و إحسانه .