{ رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم} أي إني ألجأ إليك سبحانك أن تعينني ألا أسألك ما ليس لي به علم وأستعينك يا رب العالمين أن يقع مني في المستقبل سؤال لك فيما ليس لي به علم ، وما هو من تقديرك وتدبيرك في أن الحق أولى من الآباء والأبناء وكان هذا عن المستقبل ، أما عن الماضي فقال ،{ وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين} أي إن كنت سبحانك لا تغفر لي هذا الخطأ برحمة منك أكن من الذين خسروا ، وليس معنى ذلك أن نوحا وقع في ذنب يحتاج إلى الغفران ، وإنما هو لإحساسه بجلالة الله ، وقدره وعظم سمو أوامره ونواهيه ، فقد ظن أنه ارتكب ذنبا ، وما هو بذلك ، أو أنه ارتكب في جنب الله ما حسبه خطيئة ، وما هو من ذلك في شيء ، وهذا ما يسميه علماء الصوفية "حسنات الأبرار سيئات المقربين"، ولقد أقر الله قلب نوح وأوحى إليه أن يهبط من السفينة بسلام ولذا قال تعالى: