{ أرهطي أعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهريا إن ربي بما تعملون محيط} الاستفهام إنكاري لإنكار الواقع ، وفيه تهكم بهم وبغرورهم ، والمعنى ليس رهطي أعز عليكم من الله ، وإن زعمتم ذلك فأنتم في غرور ، وانخداع بأنفسكم ، وقوله تعالى:{ واتخذتموه وراءكم ظهريا} أي نسيتم الله ذا العزة والجلال ، وحسبتم أن رهطي أعز عليكم من الله ، وجعلتم رب العزة والجلالة وراءكم ظهريا وهذا تعبير لمن يطرح الأمر الجدير بالاعتبار وراء تفكيره ، فشبه فعله بفعل من يرمي الأمر وراء ظهره ، بحيث لا يراه ، وقد هددهم بأن الله مانعه بقوله:{ إن ربي بما تعملون محيط} أي عالم علم إحاطة وشمول لا يخفى عليه شيء من أفعالكم ، وما تريدون برسوله إليكم ، وإنه لمحيط بكم ، وعبر بربي للإشارة بأنه حاميه منهم ، لأنه هو الذي أنشأه وربه ويحميه ويحرسه .
ويسترسل النبي الهادي في إرشادهم ، فيقول: