وأكد سبحانه النهي عن نقض العهد مهما يكن الثمن ، فقال تعالى:{ ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون ( 95 )} .
عهد الله تعالى هو عهده سبحانه الذي أمر بالوفاء به في قوله:{ وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم} فكل عهد تعاهد المؤمن أو دولة الإيمان عليه هو عهد الله تعالى لا يصح أن ينقض ؛ لأنه يؤدى إلى الخذلان وإلى الصد عن سبيل الله سبحانه ، وتشتري هنا معناها تبيعوا ؛ لأن الباء داخلة على المتروك ، وقوله تعالى:{ ثمنا قليلا} قد وصف سبحانه ما يترك لأجله العهد بأنه ثمن قليل مهما يكن مقداره ؛ لأن ما يضيع بسبب ترك العهد من فقد الثقة والشك في العهود والمواثيق أمر كبير لا يقدر بقدر ؛ لأنه يكون الوهن والخزي والضياع وقد ضربنا الأمثال على ذلك كثيرا ، وفوق ذلك عذاب الله تعالى يوم القيامة وجزاؤه على الوفاء في الدنيا والآخرة فقال تعالى:{ إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون} .
( ما ) اسم موصول بمعنى الذي ادخره الله في الدنيا والآخرة خير لكم ، ففي الدنيا تكون عزة الحق ، وقوة الوفاء وهو في ذاته قوة ، وخصوصا إذا كان العقد مع الضعفاء ، وفي الآخرة نعيم مقيم .