{ هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا 44} .
الإشارة إلى البعيد في الآخرة ، ولذا كانت الإشارة بالبعيد باللام والكاف معا ، وكلاهما تنبيه للبعيد ، أي السلطان الكامل ، كما قال تعالى:{. . .لمن الملك اليوم لله الواحد القهار 16} ( غافر ) ،{ هو خير ثوابا} والضمير{ هو} يعود لله تعالى ، أي خير ثوابا في الدنيا والآخرة لمن آمن واتقى ،{ وخير عقبا} ، أي خير عاقبة في الآخرة وهو النعيم المقيم ، هذا وإنا نقول إن هذا كله في الدنيا والآخرة .
ولكن يجب بحث خبر المثل أهو تصوير لحال المستقيم ، وحال المنحرف المغرور ، وعاقبة كل ، وهو تقدير ، أم له واقع تاريخي ، وإنهكيفما كان مصور لحال المغرور الجاهل المشرك ، وحال المستقيم ويقول الزمخشري:إن المثل يصور قصة واقعة فيقول:( وقيل هما مثل لأخوين من بني مخزوم ، مؤمن وهو أبو سلمة عبد الله بن عبد الأشد ، وكان زوج أم سلمة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكافر وهو الأسود ابن عبد الأشد ) .
وسواء أكان المثل تقديرا صادقا وتصويرا للنفس الكافرة ، أن كان قصة وقعت فهو مبين لنفس الكافر وهي يسودها الاغترار بالعطاء ، ووراء الاغترار الضلال والاستكبار ، والمفاخرة ونسيان الواجب لحق النعمة ، والبطر والكبر وغمط الناس وأن المؤمن من صفاته الرضا والقناعة والاتجاه إلى الله تعالى وشكر النعمة{. . .لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد 7} ( إبراهيم ) .