وقال تعالى:{ لعله يتذكر أو يخشى} ، أي أن القول يكون معه رجاء الإجابة ، فالرجاء منهما لا من الله تعالى ، وإن القول اللين ينساب في النفس كما ينساب النمير العذب فيحيي مواتها ، وتثمر ثمراتها ، والقول الجافي يصُدُّها صدا ، وإن القول اللين يتبعه التأمل والتفكر ، ولذا قال:{ لعله يتذكر} ، أي يبعث في الفطرة السليمة الخالية من عنجهية الحكم وطغيانه فيتذكر ضعف الإنسان مهما طغيانه ، أمام قدرة الله تعالى القهار ، أو لعل القول اللين يجعله يحس بضعفه أمام قدرة الله تعالى فيخشى بطش الجبار الذي فوق بطشه ، وقدرته فوق قدرته ، وقهره فوق قهره .