ثمّ بيّنت الآية طريقة التعامل المؤثّرة مع فرعون ،فمن أجل أن تنفذا إليه وتؤثرا فيه ( فقولا له قولا ليّناً لعلّه يتذكّر أو يخشى ) والفرق بين «يتذكّر » و «يخشى » هنا هو أنّكما إذا واجهتماه بكلام لطيف ،رقيق ،ملائم ،وتبيّنان في الوقت ذاته المطالب بصراحة وحزم ،فيحصل أحد الاحتمالين: أن يقبل من صميم قلبه أدلتكما المنطقيّة ويؤمن ،والاحتمال الآخر هو أن يخاف على الأقل من العقاب الإلهي في الدنيا أو الآخرة ،ومن زوال ملكه وقدرته ،فيذعن ويسلمولا يخالفكما .
ويوجد احتمال ثالث أيضاً ،وهو أنّه لا يتذكّر ولا يخشى ،بل سيستمر في طريق المخالفة والمجابهة ،وقد اُشير إلى ذلك بكلمة «لعلّ » وفي هذه الصورة فإنّ الحجّة قد تمّت عليه ،وعلى كلّ حال فإنّ القيام بهذا العمل لا يخلو من فائدة .
لا شكّ أنّ الله تعالى يعلم عاقبة عمله ،إلاّ أنّ التعبيرات المذكورة آنفاً درس لموسى وهارون وكلّ المصلحين والمرشدين إلى طريق الله{[2427]} .
/خ48