ومع هذه الحال ،فقد كان موسى وهارون قلقين من أنّ هذا الرجل القوي المتغطرس المستكبر ،الذي عمّ رعبه وخشونته كلّ مكان ،قد يقدم على عمل قبل أن يبلّغ موسى ( عليه السلام ) وهارون ( عليه السلام ) الدعوة ،ويهلكهما ،لذلك ( قالا ربّنا إنّنا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى ) .
«يفرط » من مادّة فرطعلى وزن شرطأي السبق والعجلة ،ولذلك يقال للشخص الذي يردّ محلّ الماء أوّلا: فارط ،ونقرأ في كلام الإمام علي ( عليه السلام ) أمّا قبور الموتى بجبانة الكوفة: «أنتم لنا فرط سابق »{[2428]} .
على كلّ حال ،فإنّ موسى وهارون كانا مشفقين من شيئين: فإمّا أن يقسو فرعون ويستخدم القوّة قبل أن يسمع كلامهما ،أو أنّه يقدم على هذا العمل بعد سماعه هذا الكلام مباشرة ،وكلتا الحالين تهدّد مهمّتهما بالخطر .
/خ48