{فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً} لا خشونة فيه ولا عنف ،ولا إثارة ،{لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ} عندما يقوده الأسلوب الحكيم إلى التفكير{أَوْ يَخْشَى} عندما تثير فيه الذكرى الخوف أمام قضية المصير في ما ينتظره من عذاب الله .
أسلوب موسى( ع ) في الدعوة إلى الله
وربما يوحي التحدث عن الغاية بكلمة{لَّعَلَّهُ} بالترقُّب لحصول التذكُّر والخشية ،انطلاقاً من دراسة طبيعة تأثير الأسلوب في النتيجة ،بعيداً عن الجانب الذاتي الخاص في الشخص المدعو ،فإن الأساليب الرقيقة الهادئة التي تتعامل مع الأشخاص من موقع الدراسة الواعية لكل العوامل المؤثرة في أفكارهم ومشاعرهم ،لا بد أن تؤدي إلى النتائج المرجوة .
وعلى هذا الأساس ،فإن المسألة لا تخرج عن طبيعتها ،بوجود بعض العوامل المعاندة في حياة هذا الشخص أو ذاك ..لأن المبدأ يبقى قائماً في علاقة النتائج بالمقدمات ،بنسبة غالبة .
وقد لا يرد في هذا المجال الاعتراض الذي يقول كيف يقدم الله المسألة بأسلوب الترقُّب الذي يعني إمكانية التذكُّر والخشية من قبل فرعون ،مع أن الله يعلم بأن فرعون لا يقبل الانفعال بالكلمات الهادئة الرسالية التي يلقيها موسى وهارون عليه ..؟؟
إن المسألة ،في ملاحظتنا للموضوع ،هي أن الترجِّي كان بلحاظ طبيعة الأسلوب لا بلحاظ خصوصية الشخص والموقع ،والله العالم .