أي أنه لا رقيب عليه فيما يفعل حتى يُسأل ، لأنه سبحانه وتعالى هو الإله وحده ، ولأنه خالق الوجود كله ، فلا يسأله مخلوق خلقه ، لأن ذلك قلب للأوضاع العقلية ، ولأنه سبحانه لا يخطئ ، والمخطئ هو الذي يسأل عن خطئه ، والله تعالى فوق كل خطأ ، ولأنه الكامل واجب الوجود المطلق وكل من دونه ناقص قد يحسن ، وربما لا يحسن ، وربما يخطئ ، وربما لا يخطئ ، فالرقابة من الله تعالى عليه ، ولذا قال تعالى{ وهم يسألون} والضمير يعود إلى المشركين ، فهم يسألون عما يقولون وعما يفعلون وعما ينكرون وعما يفسدون ، وفي ذلك تهديد لهم ، وإنذار بأنهم محاسبون على كل ما يكون منهم من شرك ، والله أعلم .