/م21
23 - لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ .
ليس فوقه أحد حتى يسأله ،إنه هو القاهر فوق عباده ،وهو القائم على كل نفس بما كسبت ،وهو الذي يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ .( المؤمنون: 88 ) وهو سبحانه: الواحد الأحد ،الفرد الصمد ،الذي لم يلد ولم يولد ،ولم يكن له كفوا أحد ،لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه ،عظم سلطانه ،وامتد ملكه ،وعظمت قدرته ،وعظمت حكمته ؛فكل أعماله حكيمة ،ولذلك ؛لا يتطاول إنسان فيقول: لم خلق الله كذا ،ولم عمل كذا ؟لأننا قد ندرك سر الحكمة في شيء .وقد تغيب عنا أشياء ،وهذا معنى: لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ؛لأنه سبحانه حكيم في خلقه ونظامه وأوامره وتشريعاته ،والخلق جميعا يسألون يوم القيامة عما قدموه في دنياهم ،ويجازون على الإحسان إحسانا وعلى السوء سوءا ،قال تعالى: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره .( الزلزلة: 7 ،8 ) .
وجاء في التفسير الوسيط للدكتور / محمد سيد طنطاوي:
لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ .تأكيد لوحدانيته وقدرته سبحانه .أي: لا يسأله سائل عما يفعله بعباده ،من إعزاز وإذلال ،وهداية وإضلال ،وغنى وفقر ،وصحة ومرض ،وإسعاد وإشقاء ؛لأنه هو الرب المالك المتصرف في شئون خلقه .
وَهُمْ يُسْأَلُونَ .يوم القيامة عن أعمالهم وأقوالهم ؛لأنهم عبيده ،وقد أرسل إليهم الرسل مبشرين ومنذرين ،فمنهم من اتبع الرسل فسعد وفاز ،ومنهم من استحب العمى على الهدى فشقى وهلك4