/م21
22 - لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ .
لفسدتا: خرجتا عن نظامهما وخربتا .
فسبحان الله: تنزيها له عما وصفوه به .
إننا نلاحظ اتساق السماء واتساعها ونظامها ،وإحكام خلقها ،بلا خلل ولا تشقق ولا عيوب ،ونشاهد امتداد الأرض واتساعها وتماسكها وإحكام خلقها ،وتثبيتها بالجبال ،ولو كان في الكون آلهة متعددة ؛لكثر بينهما التغالب والتنازع وأدى ذلك إلى فساد الكون .واضطرابه ،والشاهد أمامنا نظام الكون وإبداعه ،فدل ذلك على أن خالقه إله واحد ،وأن خالقه هو الله وحده لا شريك له ،فلا يقدر على هذا الخلق البديع إلا الله ،والمنطق يقول ذلك ،والعقل يقول ذلك .فنظام الكون واحد .وهذا الكون يسير على نسق واحد ،في خلقه واستمراره ونهايته وإعادته ،وهذا النسق الواحد ،يشير إلى أن وراءه يدا واحدة ،هي يد القدرة الإلهية ،وقد تعددت آيات القرآن التي تشير إلى خلق الله للكون ،وبأن الكون البديع له ناموس بديع واحد ،يشير إلى خالق واحد مثل قوله تعالى: الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ...( الأنعام: 1 ) .
وقوله عز شأنه: مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ .( المؤمنون: 91 ) .
وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأََعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .
وخلاصة معنى الآية:
لو كان في السماوات والأرض آلهة غير الله لفسدتا ،لكنهما لم تفسدا ،بل هما على غاية النظام والإبداع ؛فدل ذلك على أن خالقهما الإله الواحد سبحانه وتعالى .
فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ .
أي: فتنزيها لله رب العرش العظيم ،الخالق المبدع ،المحيط بهذا الكون ،المدبر لهذا العالم ،عما يقول هؤلاء المشركون من أن له ولدا أو شريكا .