قوله: ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) الضمير عائد على السماء والأرض .وهما كناية عن العالم كله .و ( إلا الله ) يعني غير الله .
والمعنى: لو كان يتولى تدبير أمور الكون آلهة شتى غير الله الواحد الذي فطرهما ( لفسدتا ) أي لأتى عليهما الخراب وساء تدبيرهما وحالهما ؛لما يحدث بين الآلهة المتعددة من التناكر والتنافر والاختلاف .لكن السموات والأرض وما فيهن وما بينهن يطّرد فيهن النظام والتماسك والتكامل وقوة البناء ،فضلا عما تقوم عليه السماوات والأرض من روعة الناموس الكوني المفطور ،والقوانين الذاتية الراسخة التي تسير عليها عجلة الحياة في أرجاء الوجود .كل ذلك يدل على عظمة الخالق القادر ،وأنه واحد لا شريك له ( فسبحان الله رب العرش عما يصفون ) وصف نفسه برب العرش لكون هذا خلقا هائلا يفوق في اتساعه وعظمته سائر المخلوقات في هذا الكون .فلئن كان هذا العرض هائلا ومتسعا وعجيبا وهو مخلوق فلا جرم أن الله الخالق أعظم من كل عظيم .
وقد نزّه الله نفسه ( عما يصفون ) أي عما يفترون على الله من الولد والزوجة .