/م21
24 - أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ .
هذا ذكر من معي: هذا الوحي المتضمن للتوحيد عظة أمتي .
وذكر من قبلي: وموعظتهم وإرشادهم .
أيصح بعد تقديم الأدلة السابقة ،أن يتخذ المشركون آلهة يعبدونها من دون الله ،قل لهم يا محمد: قدموا الأدلة والبراهين على ذلك ،هذا القرآن الكريم تذكير لمن معي من المؤمنين ،مشتمل على أدلة التوحيد ،حافل بلفت الأنظار إلى جمال الكون ،وبديع نظامه ،وأنه في قبضة إله واحد .
قال تعالى: أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ .( النمل: 61 ) .
وهذه التوراة والأناجيل والصحف السماوية ،كلها حافلة بالدعوة إلى التوحيد ،وقد نزلت هذه الكتب على الأنبياء من قبلي ،لأمم الأنبياء السابقين .وبذلك اتفق القرآن وجميع الكتب السماوية السابقة على الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك ،أي: أن العقل والنقل يؤكدان التوحيد وينبذان الشرك .
بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ .
أكثر هؤلاء المشركين لا يعرفون الحق .ولا يميزون بين الحق والباطل ،فلا تنفع معهم الأدلة والبراهين ،لقد اتبعوا آباءهم في عبادة الأصنام ،ولم يستخدموا عقولهم ،ولم يفتحوا قلوبهم لسماع دعوة الإسلام ،وصادروا الاستماع إليها ،وأعرضوا عنها وصموا آذانهم عن الهدى ،وأغلقوا عيونهم عن النظر .
فَهُم مُّعْرِضُونَ .
لذلك أعرضوا عن الدخول في الإسلام .والجهل بالحق داء دوى ،ومرض يفسد الفطرة ،ويصرف الإنسان عن السير في طريق الهدى والإيمان .