هذا ذِكر من معي: هذا القرآن الذي معي .
وذِكر مَن قبلي: الكتب السابقة .
أعاد الاستنكار مرةً أخرى لبشاعة ما يقولون ،ولإظهار جهلهم فقال:{أَمِ اتخذوا مِن دُونِهِ آلِهَةً ....} .
بعد هذه الأدلّة التي ظهرت تقولون: إن لله شركاءَ فأين الدليل ؟هاتوا دليلكم على صحة ما تقولون .إن هذا القرآن قد جاءَ مذكّرا لأُمتي بما يجب عليها ،هذه كتب الأنبياء التي جاءت لتذكر الأممَ من قبلي ،كلّها تشهد على توحيد الله ،وليس فيها ذِكر للشركاء الذين تزعمون .
ولما كانوا لا يجِدون لهم شُبهة فضلاً عن حجة ،ذمَّهم الله على جهلهم بمواضع الحق فقال
{بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ الحق فَهُمْ مُّعْرِضُونَ}: بل أكثُر هؤلاء لا يميزون بين الحق والباطل ،وهذا هو السبب في إعراضهم وتجافيهم عن سماع الحق .