{ لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ثم محلها إلى البيت العتيق 33} .
الضمير في{ فيها} يعود على الشعائر على أساس أن البدن وغيرها من هدايا البيت هي الشعائر ، على أساس ما يرمز إليه من تكريم البيت ، والمعاونة في ضيافته ،{ لكم فيها منافع} بدرها وعملها ، وصوفها ووبرها ما دامت في حوزتكم{ إلى أجل مسمى} ، وهو مدة بقائها في أيديكم إلى أن يحين وقت نحرها في يوم النحر ، وفي هذه الحال يكون نسلها لكم ، وكل ما يكون لها من نفع ،{ ثم محلها إلى البيت العتيق} ،{ ثم} للترتيب والتراخي ، والتراخي هنا التراخي الزمنين ، إن كان ثمة تراخ في الزمن ، وهو زمن السير في ميقات الحج إلى محلها العتيق ، والتراخي المعنوي ، وهو أنها تنتقل من دابة لمنافع دنيوية إلى مرتبة دينية تشعر وتكون من شعائر الرحمن ، وتحبس للفقراء في البيت ، و{ ثم} مع دلالتها على التراخي تدل على انتهاء الأجل المسمى والغاية التي تنتهي إليها هذه الشعيرة ، وهي المكان الذي تذبح فيه{ ثم محلها إلى البيت العتيق} ، أي محل ذبحها ينتهي إلى البيت العتيق ، وهو أقدم بيت وأكرمه ، وهو المعتق المعصوم من تحكم الملوك وسيطرتهم ، فلم يسيطر عليه ملك قط ، وما كان من هدم الحجاج الطاغية له مع أنه كان طغيان من لا يهتم لمناسك الله – لم يكن لم يكن تسلطا من سلطان ملك ، وقد بناه من بعد عبد الملك بن مروان الذي كان الحجاج يعمل له .