السين والتاء للطلب ، والمعنى يطلبون العجلة بالعذاب متحدين زاعمين أن ذلك الإنذار لا يقع كما قالوا:{. . . فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين 70} ( الأعراف ) ، وإن هذا التحدي منشؤه غفلة في نفوسهم وعقولهم ، إذ حسبوا أنه لن يجئ ، على حسب زعمهم ، فأكده الله تعالى بقوله:{ ولن يخلف الله وعده} ، فهو جاء لا محالة . وكل ما يأتي واقع وقريب مهما يكن تمادى الزمان ، وإن الزمان قريب أو بطئ ، هو بالنسبة للعباد ، أما عند الله فإنه لا تحكمه الأزمان والأماكن ،{ وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون} ، لأن أزمان أهل الدنيا ، أعراض لأحوالهم ، أما الزمن عند الله فهو غير مقدور ولا معدود ، ولذا قال تعالى:{ وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون} فلا تستطيعوا أن تقدروا زمنا لما يعدكم به ، فلا يقال لكم هو مائة أو مائتان ، ولكن هو محكوم بإرادته وتقديره سبحانه ، وهذا تصوير لإمهال الله في تقديره ، وهو العظيم الحكيم العلي القدير ، وتقديره سبحانه ، اليوم عند الله تعالى بألف سنة مما نعده بالأيام والليالي ، إشارة إلى أنه لا يعد وهو فوق تقديركم ، والعرب ما كانوا يعرفون إلا الألف ومضاعفاته عدا ، روى أن أعرابيا أعطاه الخليفة ألف دينار ، فذكر ذلك لبعض صحبه ، فقال له:لو طلبت أكثر لأعطاك ، فقال الأعرابي:ما كنت أعرف فوق الألف عددا ، فذكر الألف تقديره بأكبر عدد تعرفه ، أو إطلاق للعدد ، فالمعنى أنه ليس لكم أن تتصورا سنين معدودة ، بل إن وعد الله بالعذاب سيجيئكم لا محالة ، ولا تتحدوا رسوله ، وإنهم يرونه بعيدا ، ونحن نراه قريبا .