إنَّ قومُك يا محمد ،بدلاً من التأمل في مصارع الماضين ،وديارِهم الخاوية ،والاتعاظ بها والإيمان بالله ،راحوا يستعجلون في العذاب الذي أخَّره اللهُ عنهم إلى أجلٍ معلوم !!وهذا غرور كبير منه ،واللهُ تعالى لن يُخلف وعدَه ،فهو واقع بهم ،ولكن في موعدٍ قدَّره الله في الدنيا أو في الآخرة .إن أيام الله لا تقدير لها ،فإن يوماً واحداً من أيامه كألف سنةٍ من أيامكم .
ولم يكن هذا مفهوماً في الزمن الماضي ،ولكنه اليومَ أصبح بديهيا ،بعد أن صعد الإنسان إلى القمر وعرف أَن الزمن نسبيٌّ ،وأن الإنسان إذا خرج من جوّ الأرض الذي نعيش فيه أصبح الزمن بلا حدود .
قراءات:
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي:{مما يعدّون} بالياء ،والباقون:{مما تعدون} بالتاء .