يقول تعالى لنبيه ، صلوات الله وسلامه عليه:( ويستعجلونك بالعذاب ) أي:هؤلاء الكفار الملحدون المكذبون بالله وكتابه ورسوله واليوم الآخر ، كما قال [ الله] تعالى:( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ) [ الأنفال:32] ، ( وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب ) .
وقوله:( ولن يخلف الله وعده ) أي:الذي قد وعد ، من إقامة الساعة والانتقام من أعدائه ، والإكرام لأوليائه .
قال الأصمعي:كنت عند أبي عمرو بن العلاء ، فجاء عمرو بن عبيد ، فقال:يا أبا عمرو ، وهل يخلف الله الميعاد؟ فقال:لا . فذكر آية وعيد ، فقال له:أمن العجم أنت؟ إن العرب تعد الرجوع عن الوعد لؤما ، وعن الإيعاد كرما ، أوما سمعت قول الشاعر:
لا يرهب ابن العم مني سطوتي ولا أختتي من سطوة المتهدد فإني وإن أوعدته أو وعدته
لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
وقوله:( وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون ) أي:هو تعالى لا يعجل ، فإن مقدار ألف سنة عند خلقه كيوم واحد عنده بالنسبة إلى حكمه ، لعلمه بأنه على الانتقام قادر ، وأنه لا يفوته شيء ، وإن أجل وأنظر وأملى; ولهذا قال بعد هذا: