{ إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين( 29 )}
/م27
. تبوء هنا معناها:ترجع ويلازمك الإثم ملازمة من يقيم في مكان ويبوء إليه ، وهنا نتكلم عن معنى"إثمي وإثمك"روي عن ابن عباس أن المعنى إثمي أي إثم قتلي ، فهي تشبه إضافة الفعل إلى المفعول ، أي الإثم الذي ترتكبه في شأني بقتلك إياي ، وإثمك الأصلي الذي عوق صدقتك عن أن تقبل ، فترتكب إثمين ، وتضيف إلى ذنبك الأصلي ذنبا آخر فلا تكون قد خلعت نفسك من المعاصي بل أركست نفسك فيها وزدتها .
وهذا الذي نختاره وهو معنى مستقيم وروي عن الحسن أن المعنى أن يحمل يوم القيامة ما عسى أن يكون التقى قد ارتكبه من إثم فوق آثامه الأصلية .
والزمخشري يقول في تفسير هذه الآية:{ إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك} .
أن تحتمل إثم قتلي لك لو قتلتك وإثم قتلك لي ثم يقول( المراد بمثل إثمي ) وروي ذلك عن مجاهد وإني أرى في هذا تكلفا والواضح هو ما روي عن ابن عباس رضي الله عنه .
وهنا قد يسأل سائل أكان من التقوى أن يريد أن يتحمل غيره الأوزار ونقول:إن ذلك بيان للنتيجة لامتناعه عن مقاومة أخيه فهو إذ أراد الامتناع عن بسط يد الأذى لأخيه فكأنه أراد النتيجة المحتومة لذلك ، وهي أن يبوء بإثم نفسه وإثمه ، فإن إرادة السبب كأنها إرادة للمسبب .
وقد ختم كلامه السمح بتبصير أخيه بالنتيجة النهائية ، وهي أن يكون من أصحاب النار الملازمين لها الذين لا يخرجون منها يوم القيامة ثم يبصره بأن ذلك جزاء الظالمين ، وأنه في فعلته التي يهم بفعلها يكون ظالما داخلا في زمرة الظالمين . . اللهم جنبنا الظلم وأهله ، وإنك نعم المولى ونعم النصير .