قوله تعالى:{وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأرْضِ يَنْبُوعًا أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا أَوْ تُسْقِطَ السَّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِىَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلاً أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى في السَّمَآءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَءُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّى هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً} .
بين الله جل وعلا في هذه الآيات الكريمة شدة عناد الكفار وتعنتهم ،وكثرة اقتراحاتهم لأجل التعنت لا لطلب الحق .فذكر أنهم قالوا له صلى الله عليه وسلم: إنهم لن يؤمنوا لهأي لن يصدقوهحتى يفجر لهم من الأرض ينبوعاً .وهو يفعول من نبع: أي ماء غزير ؛ومنه قوله تعالى:{فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ في الأرْضِ} [ الزمر: 21]{أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ} أي بستان من نخيل وعنب ؛فيفجر خلالها ،أي وسطها أنهاراً من الماء ،أو يسقط السماء عليهم كسفاً: أي قطعاً كما زعم .أي في قوله تعالى:{إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الأرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِّنَ السَّمَآءِ} [ سبأ: 9] الآية .