قوله تعالى:{وَاذْكُرْ في الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً 41} .
أمر الله جل وعلا نبيه «محمداً » صلى الله عليه وسلم في هذه الآية الكريمة: أن يذكر في الكتاب الذي هو القرآن العظيم المنزل إليه من الله «إبراهيم » عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ،ويتلو على الناس في القرآن نبأه مع قومه ودعوته لهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام التي لا تسمع ولا تبصر ولا تنفع ولا تضر .وكرر هذا المعنى المذكور في هذه الآيات في آيات أخر من كتابه جل وعلا .فهذا الذي أمر به نبيه هنا من ذكره في الكتاب إبراهيم{إِذْ قَالَ لأبِيهِ يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يَبْصِرُ} الآية أوضحه في سورة «الشعراء » في قوله:{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ 69 إِذْ قَالَ لأبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ 70} .فقوله هنا{وَاذْكُرْ في الْكِتَابِ} هو معنى قوله:{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ 69} وزاد في «الشعراء » أن هذا الذي قاله لأبيه من النهي عن عبادة الأوثان قاله أيضاً لسائر قومه .