قوله تعالى:{وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِىٍّ مُّبِينٍ} .
أكَّد جلَّ وعلا في هذه الآية الكريمة أن هذا القرءان العظيم تنزيل ربّ العالمين ،وأنه نزل به الروح الأمين الذي هو جبريل على قلب نبيّنا صلى اللَّه عليهما وسلم ليكون من المنذرين به ،وأنه نزل عليه بلسان عربي مبين ،وما ذكره جلَّ وعلا هنا أوضحه في غير هذا الموضع .أمّا كون هذا القرءان تنزيل رب العالمين ،فقد أوضحه جلّ وعلا في آيات من كتابه كقوله تعالى:{إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * في كِتَابٍ مَّكْنُونٍ * لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ * تَنزِيلٌ مّن رَّبّ الْعَالَمِينَ} [ الواقعة: 77-80] ،وقوله تعالى:{وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ * وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ * تَنزِيلٌ مّن رَّبّ الْعَالَمِينَ} [ الحاقة: 41-43] ،وقوله تعالى:{طه * مَا أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلاَّ تَذْكِرَةً لّمَن يَخْشَى * تَنزِيلاً مّمَّنْ خَلَق الأرْضَ * وَالسَّمَاواتِ الْعُلَى} [ طه: 1-4] ،وقوله تعالى:{تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}[ الزمر: 1] ،وقوله:{حم * تَنزِيلٌ مّنَ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ كِتَابٌ فُصّلَتْ آيَاتُهُ قُرْءاناً عَرَبِيّاً} [ فصلت: 1-3] الآية ،وقوله تعالى:{يس * وَالْقُرْءانِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِراطٍ مُّسْتَقِيمٍ تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أُنذِرَ ءابَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ} [ يس: 1-6] ،والآيات بمثل ذلك كثيرة .