قوله تعالى:{لاَّ خَيْرَ في كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ} الآية .
ذكر في هذه الآية الكريمة أن كثيرًا من مناجاة الناس فيما بينهم لا خير فيه .
ونهى في موضع آخر عن التناجي بما لا خير فيه ،وبيّن أنه من الشيطان ليحزن به المؤمنين ،وهو قوله تعالى:{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلاَ تَتَنَاجَوْاْ بِالإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْاْ بِالْبِرّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ 9 إِنَّمَا النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بّإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون 10} .وقوله في هذه الآية الكريمة:{أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} ،لم يبيّن هنا هل المراد بالناس المسلمون دون الكفار أو لا .
ولكنه أشار في مواضع أُخر أن المراد بالناس المرغب في الإصلاح بينهم هنا المسلمون خاصة كقوله تعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} ،وقوله:{وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا} ،فتخصيصه المؤمنين بالذكر يدلّ على أن غيرهم ليس كذلك كما هو ظاهر ،وكقوله تعالى:{فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ} .
وقال بعض العلماء: إن الأمر بالمعروف المذكور في هذه الآية في قوله:{إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ} ،يبيّنه .
قوله تعالى:{وَالْعَصْرِ 1 إِنَّ الإنسَانَ لَفِي خُسْرٍ 2 إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْاْ بِالْحَقّ وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ 3} ،وقوله:{إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَانُ وَقَالَ صَوَاباً} ،والآية الأخيرة فيها أنها في الآخرة ،والأمر بالمعروف المذكور إنما هو في الدنيا ،والعلم عند اللَّه تعالى .