قوله تعالى:{فَذَكِّرْ فَمَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلاَ مَجْنُونٍ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ} [ 29 -30] .
نفى الله جل وعلا عن نبيه صلى الله عليه وسلم في هاتين الآيتين الكريمتين ثلاث صفات قبيحة عن نبيه صلى الله عليه وسلم رماه بها الكفار ،وهي الكهانة والجنون والشعر ،أما دعواهم أنه كاهن أو مجنون ،فقد نفاها صريحاً بحرف النفي الذي هو ما في قوله:{فَمَآ أَنتَ} وأكد النفي بالباء في قوله:{بِكَاهِنٍ} وأما كونه شاعراً فقد نفاه ضمناً بأم المنقطعة في قوله:{أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ} ،لأنها تدل على الإضراب والإنكار المتضمن معنى النفي .
وقد جاءت آيات أخر بنفي هذه الصفات عنه صلى الله عليه وسلم كقوله تعالى في نفي الجنون عنه في أول القلم:{مَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ} [ القلم: 2] وقوله في التكوير{وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ} [ التكوير: 22] وكقوله في نفي الصفتين الأخيرتين أعني الكهانة والشعر:{وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} [ الحاقة: 41-42] ،وقد قدمنا بعض الكلام على هذا في سورة الشعراء وغيرها .