قوله تعالى:{زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَن لَّن يُبْعَثُواْ قُلْ بَلَى وربي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} .
قال الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه ،أي أن الكفار ادعوا أنهم لا يبعثون قائلين:
إن العظام الرميم لا تحيي قل لهم ،يا نبي الله: بلى وربي لتبعثن ،وبلى حرف يأتي لأحد معنيين الأول رد نفي ،كما هنا .
الثاني: جواب استفهام مقترن بنفي نحو قوله:{أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى} [ الأعراف: 172] ،وقوله:{وَرَبّي} قسم بالرب على البعث الذي هو الإحياء بعد الموت ،وقد أقسم به عليه في القرآن ثلاث مرات .الأول هذا .
والثاني قوله:{وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبَّي إِنَّهُ لَحَقٌّ} [ يونس: 53] .
الثالث قوله:{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ} [ سبأ: 3] ا ه .
وقوله:{ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ} بينه تعالى بقوله:{وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُوراً اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [ الإسراء: 13 -14] ،وقوله:{وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} اسم الإشارة راجع إلى البعث ويسره أمر مسلم ،لأن الإعادة أهون من البدء .كما قال تعالى عن الكفار:{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحييِ الْعِظَامَ وَهِىَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [ يس: 78 -79] ،وقوله:{مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [ لقمان: 28] ،وقال{وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [ الروم: 27] .