ولفظ الإنسان الثاني في قوله تعالى:{إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ} اتفقوا على أنه عام في بني آدم ،لأنه هو الذي خلق من نطفة أمشاج أخلاط ،وقد رجح الفخر الرازي أن لفظ الإنسان في الموضعين بمعنى واحد ،وهو المعنى العام ليستقيم الأسلوب بدون مغايرة بين اللفظين إذ لا قرينة مميزة .
ولعل في السياق قرينة تدل على ما قاله ،وهي أن قوله تعالى:{نَّبْتَلِيهِ} قطعاً لبني آدم ،لأن آدم عليه السلام ،انتهى أمره بالسمع والطاعة{فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} ولم يبق مجال لابتلائه ،إنما ذلك لبنيه .والله تعالى أعلم .
وقوله تعالى:{إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ} فيه بيان مبدء خلق الإنسان ،وله أطوار في وجوده بعد النطفة علقة ثم مضغة ثم خلقاً آخر ،وكل ذلك من لا شيء قبله .
كما قال تعالى:{وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً} [ مريم: 9] .
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بيان ذلك عند الآية الكريمة{وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً} .