وقوله:{يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا 4} ،التحديث هنا صريح في الحديث وهو على حقيقته ،لأن في ذلك اليوم تتغير أوضاع كل شيء ،وتظهر حقائق كل شيء ،وكما أنطق الله الجلود ينطق الأرض ،فتحدث بأخبارها ،{وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُواْ أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيءٍ} ،وتقدم تفصيل ذلك عند أول سورة الحشر ؛لأن الله أودع في الجمادات القدرة على الإدراك والنطق ،والمراد بإخبارها أنها تخبر عن أعمال كل إنسان عليها في حال حياته .
ومما يشهد لهذا المعنى حديث المؤذن:"لا يسمع صوته حجر ولا مدر إلا وشهد له يوم القيامة "،وذكر ابن جرير وجهاً آخر ،وهو أن إخبارها هو ما أخرجته من أثقالها بوحي الله لها ،والأول أظهر ؛لأنه يثبت معنى جديداً ،ويشهد له الحديث الصحيح .