انتقل من الإخبار عن اعتقاده دوامَ تلك الجنة إلى الإخبار عن اعتقاده بنفي قيام الساعة .
ولا تلازم بين المعتقَدَيْن .ولكنه أراد التورك على صاحبه المؤمن تخطئة إياه ،ولذلك عقب ذلك بقوله:{ ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيراً منها منقلباً} تهكماً بصاحبه .وقرينة التهكم قوله:{ وما أظن الساعة قائمة} .وهذا كقول العاصي بن وائل السهمي لخباب بن الأرت « ليكونن لي مال هنالك فأقضيكَ دينك منه » .
وأكد كلامه بلام القسم ونون التوكيد مبالغة في التهكم .
وانتصب{ منقلباً} على تمييز نسبة الخبر .والمنقلب: المكان الذي يُنقلب إليه ،أي يُرجع .
وضمير{ منهما} للجنتين عوداً إلى أول الكلام تفننا في حكاية كلامه على قراءة الجمهور{ منهما} بالتثنية ،وقرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف منها} بالإفراد جرياً على قوله:{ ودخل جنته} وقولهِ:{ أن تبيد هذه} .