وقوله:{مُنْقَلَباً 36} أي مرجعاً وعاقبة .وانتصابه على التمييز .وقوله:{لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا} قرأه ابن عامر ونافع وابن كثير «منهما » بصيغة تثنية الضمير .وقرأه الباقون «منها » بصيغة إفراد هاء الغائبة .فالضمير على قراءة تثنيته راجع إلى الجنتين في قوله{جَعَلْنَا لأحدهما جَنَّتَيْنِ} ،وقوله:{وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوْلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا 18} .وعلى قراءة الإفراد راجع إلى الجنة في قوله:{وَدَخَلَ جَنَّتَهُ} الآية .
فإن قيل: ما وجه إفراد الجنة مع أنهما جنتان ؟فالجوابأنه قال ما ذكره الله عنه حين دخل إحداهما ،إذ لا يمكن دخوله فيهما معاً في وقت واحد .وما أجاب به الزمخشري عن هذا السؤال ظاهر السقوط ،كما نبه عليه أبو حيان في البحر .