قوله:{ أو لا يعلمون} الآية ،الاستفهام فيه على غير حقيقته فهو إما مجاز في التقرير أي ليسوا يعلمون ذلك والمراد التقرير بلازمه وهو أنه إن كان الله يعلمه فقد علمه رسوله وهذا لزوم عرفي ادعائي في المقام الخطابي أو مجاز في التوبيخ والمعنى هو هو ،أو مجاز في التحضيض أي هل كان وجود أسرار دينهم في القرآن موجباً لعلمهم أن الله يعلم ما يسرون والمراد لازم ذلك أي يعلمون أنه منزل عن الله أي هلا كان ذلك دليلاً على صدق الرسول عوض عن أن يكون موجباً لتهمة قومهم الذين تحققوا صدقهم في اليهودية ،وهذا الوجه هو الظاهر لي ويرجحه التعبير بيعلمون بالمضارع دون علموا .وموقع الاستفهام مع حرف العطف في قوله:{ أفلا تعقلون} وقوله:{ أو لا يعلمون} سيأتي على نظائره وخلاف علماء العربية فيه عند قوله تعالى:{ أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم}[ البقرة: 87] .