/م75
وقد وبخهم الله تعالى وأنكر عليهم هذا التلون والدهان في الدين ولقاء كل فريق بوجه يظهرون له ما يسرون من أمر الآخر فقال{ أو لا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون} يعني أيقول اللائمون أو المنافقون كلهم ما قالوا ، ويكتمون من صفات النبي صلى الله عليه وسلم ما كتموا ، ويحرفون من كتابهم ما حرفوا ، ولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون من كفر وكيد ، وما يعلنون من إظهار إيمان وود ، فإن كانوا مؤمنين بإحاطة علمه تعالى فلم لا يحفلون باطلاعه على ظواهرهم ، وإحاطته بما يجول في أطواء ضمائرهم ، وبما يترتب على علمه من خزي في الدنيا وعذاب في الآخرة .