وإنهم ممعنون في الجهل بالله سبحانه وتعالى ، وظنهم أن الله تعالى لا يعلم ما يخفون وما يبدون ، وإنه لا فائدة بأن يحدثوا النبي والمؤمنين ، لأن الله تعالى بكل شيء عليم ، ولذلك قال تعالى:{ أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون ( 77 )} هذا استفهام إنكاري لجهلهم ، وتوبيخ لهم على عدم علمهم ، فالاستفهام داخل على فعل محذوف دل عليه عطف ما بعده والمعنى أيقولون ما يقولون من ذلك القول ، ولا يعلمون أن الله – جل جلاله – وقد أحاط بكل شيء علما ويعلم ما يسرون وما يجهرون به ، وما يعلنون للناس ، يعلم ما تخفي صدورهم ، ويعلم ما يجهرون ، وفي بيان ذلك العلم تهديد بالجزاء الذي ينتظرهم ، فهو سبحانه يعلم ما يفعلون ، وما يخالفون به مواثيقهم وعهودهم ، وما ينكثون به في أيمانهم ، ومؤاخذهم به .