هذه الجملة من حكاية كلام موسى عليه السلام فموقعها موقع التذييل لوعظه ،وقد التفت من خطاب السامري إلى خطاب الأمّة إعراضاً عن خطابه تحقيراً له ،وقصداً لتنبيههم على خطئهم ،وتعليمهم صفات الإله الحق ،واقتصر منها على الوحدانية وعموم العلم لأن الوحدانية تجمع جميع الصفات ،كما قرر في دلالة كلمة التوحيد عليها في كتب علم الكلام .
وأما عموم العلم فهو إشارة إلى علم الله تعالى بجميع الكائنات الشاملة لأعمالهم ليرقبوه في خاصتهم .
واستعير فعل{ وَسِعَ} لمعنى الإحاطة التامة ،لأن الإناء الواسع يحيط بأكثر أشياء مما هو دونه .
وانتصب{ عِلْماً} على أنه تمييز نسبة السعةِ إلى الله تعالى ،فيؤول المعنى: وسع علمه كل شيء بحيث لا يضيق علمه عن شيء ،أي لا يقصر عن الاطلاع على أخفى الأشياء ،كما أفاده لفظ ( كل ) المفيد للعموم .وتقدم قريب منه عند قوله{ وسع كرسيه السموات والأرض} في سورة البقرة ( 255 ) .