استئناف للتنويه بسداد عملهم: من الاستغفار ،وقبول الله منهم .
وجيء باسم الإشارة لإفادة أنّ المشار إليهم صاروا أحرياء بالحكم الوارد بعد اسم الإشارة ،لأجل تلك الأوصاف الَّتي استوجبوا الإشارة لأجلها .
وهذا الجزاء وهو المغفرة وعد من الله تعالى ،تفضّلا منه: بأن جعل الإقلاع عن المعاصي سبباً في غفران ما سلف منها .وأمَّا الجنّات فإنَّما خلصت لهم لأجل المغفرة ،ولو أخذوا بسالف ذنوبهم لما استحقّوا الجنَّات فالكلّ فضل منه تعالى .
وقوله:{ ويعم أجر العالمين} تذييل لإنشاء مدح الجزاء .والمخصوص بالمدح محذوف تقديره هو .والواو للعطف على جملة{ جزاؤهم مغفرة} فهو من عطف الإنشاء على الإخبار ،وهو كثير في فصيح الكلام ،وسمِّي الجزاء أجراً لأنَّه كان عن وعد للعامل بما عمل .والتَّعريف في ( العاملين ) للعهد أي: ونعم أجر العاملين هذا الجزاء ،وهذا تفضيل له والعمل المجازي عليه أي إذا كان لأصناف العاملين أجور ،كما هو المتعارف ،فهذا نعم الأجر لعامل .