والآن جاء الدور ليذكر القرآن الكريم ما ينتظر هذا الفريق من الثواب والجزاء اللائق .
وكان ذلك إذ قال سبحانه: ( أُولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم * وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ) .
لقد ذكر في هذه الآية جزاء المتقين الذين تعرضت الآيات السابقة لذكر أوصافهم وأبرز صفاتهم ،وهذا الجزاء عبارة عن: مغفرة ربانية ،وجنات خالدات تجري من تحتها الأنهار بدون انقطاع أبداً .
والحقيقة أن الإشارة هنا كانت إلى المواهب المعنوية ( وهي المغفرة والطهارة الروحية والتكامل المعنوي ) أولاً ،ثمّ إلى المواهب المادية .
ثمّ إنه سبحانه يعقب ما قال عن الجزاء بقوله: ( ونعم أجر العاملين ) أي ما أروع هذا الجزاء الذي يعطي للعاملين لا للكسالى ،الذين يتهربون من مسؤولياتهم ،ويتملصون من التزاماتهم .