/م130
{ أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها} يعني بقوله{ أولئك} المتقين الموصوفين بما تقدم من الصفات الخمس ، وفيه تأكيد للوعد وتفصيل ما للموعود به .وقيل:هو خبر لقوله{ والذين إذا فعلوا الفاحشة} الخ .بناء على أنهم قسم مستقل وأن"الذين "مبتدأ لا معطوف على ما قبله .وقد تقدم تفسير{ وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها} فلا نعيده .
وأما قوله عز وجل:{ ونعم أجر العالمين} فهو نص في أن هذا الجزاء إنما هو على تلك الأعمال ، التي منها ما هو إصلاح لحال الأمة كإنفاق المال ، ومنها ما هو إصلاح لنفس العامل ، وكلها مما يرقي النفس البشرية ، حتى تكون أهلا لتلك المراتب العلية ، أي ونعم ذلك الجزاء الذي ذكره من المغفرة والجنات أجرا للعالمين ، تلك الأعمال البدنية كالإنفاق ، والنفسية كعدم الإصرار ، وإن كانوا يتفاوتون فيه لتفاوتهم في التقوى والأعمال .