{ يذكرون الله} إمّا من الذِّكر اللساني وإمّا من الذُّكر القلبي وهو التفكّر ،وأراد بقوله:{ قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم} عموم الأحوال كقولهم: ضَربه الظهرَ والبطْن ،وقولهم: اشتهر كذا عند أهل الشرق والغرب ،على أنّ هذه الأحوال هي متعارَف أحوال البشر في السلامة ،أي أحوال الشغل والراحة وقصد النوم .وقيل: أراد أحوال المصلّين: من قادر ،وعاجز ،وشديد العجز .وسياق الآية بعيد عن هذا المعنى .
وقوله:{ ويتفكرون في خلق السموات والأرض} عطف مرادف إن كان المراد بالذكر فيما سبق التفكّر ،وإعادتُه لأجل اختلاف المتفكَّر فيه ،أو هو عطف مغاير إذا كان المراد من قوله:{ يذكرون} ذِكر اللسان .والتفكّر عبادة عظيمة .روى ابن القاسم عن مالك رحمه الله في جامع العتبية قال: قيل لأمّ الدرداء: ما كان شأن أبي الدرداء ؟قالت: كان أكثر شأنه التفكّر ،قيل له: أترى التفكّر عَمَلاً من الأعمال ؟قال: نعم ،هو اليقين .
{ والخلق} بمعنى كيفية أثر الخلق ،أو المخلوقات التي في السماء والأرض ،فالإضافة إمّا على معنى اللام ،وإمّا على معنى ( في ) .