اشتملت هذه الآية الحكيمة والتي بعدها على أمر وهو مدحٌ لأولي الألباب الذين يذكرون الله على كل حال ،فهم يتفكرون في عظمة هذا الكون ثم يبتهلون إلى الله بهذه الدعوات الصادقة ،المنبعثة من قلوب صافية مؤمنة .
وهو فهم الذين ينظرون إليه ثم يستحضرون في نفوسهم عظمة الله وجلاله .ومن ثم تجدهم لا يغفلون عنه تعالى في جميع أحوالهم: قائمين ،وقاعدين ،وعلى جنوبهم .وهم يتفكرون في خلق السماوات والأرض ،وما فيها من عجائب ثم يقولون: ربنا ما خلقتَ كل هذا الكون العجيب عبثا ،بل وِفق حكمة قدّرتَها ،إنك أنت العزيز الحكيم .
وفي هذا تعليم للمؤمنين كيف يخاطبون ربهم عندما يهتدون إلى شيء من معاني إحسانه وكرمه في بدائع خلقه ،فوفّقنا يا ربُّ بعنايتك إلى العمل الصالح حتى يكون ذلك وقاية لنا من عذاب النار .