قوله: وكيف تأخذونه استفهام تعجيبي بعد الإنكار ،أي ليس من المروءة أن تطمعوا في أخذ عوض عن الفراق بعد معاشرة امتزاج وعهد متين .والإفضاء الوصول ،مشتقّ من الفضاء ،لأنّ في الوصول قطع الفضاء بين المتواصلين والميثاق الغليظ عقدة النكاح على نيّة إخلاص النيّة ودوام الألفة ،والمعنى أنّكم كنتم على حال مودة وموالاة ،فهي في المعنى كالميثاق على حسن المعاملة .
والغليظ صفة مُشَبَّهة من غَلُظ بضمّ اللام إذا صلب ،والغلظة في الحقيقة صَلابة الذوات ،ثم استعيرت إلى صعوبة المعاني وشدّتها في أنواعها ،قال تعالى:{ قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة}[ التوبة: 123] .وقد ظهر أنّ مناط التحريم هو كون أخذ المال عند طلب استبدال الزوجة بأخرى ،فليس هذا الحكم منسوخاً بآية البقرة خلافاً لجابر بن زيد إذ لا إبطال لمدلول هذه الآية .