أفضى بعضكم إلى بعض: وصل بعضكم إلى بعض ،وامتزج به .
الميثاق: العهد .الغليظ: الشديد المؤكد .
وكيف يسوغ لكم أن تستردوا ما أعطيتم من المهر ،بعد أن تأكدت بينكم الرابطة الزوجية المقدسة ،ولابَسَ كل منكما الآخر حتى صار بمنزلة الجزء المتمم لوجوده !
{وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً} بهذه العبارة الهائلة يختم الله تعالى هذا الآيات فيُفرغ على عقد الزواج صبغة كريمة جعلته فوق عقود البيع والإجارة والتمليك .فتعبير «ميثاقا غليظا » الذي يعني: شديداً مؤكداً ،له قيمته في الإيحاء بموجبات الحفظ والمودة .والزواج في عرف الشرع عهد شريف ترتبط به القلوب ،وتختلط به المصالح:{هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ} [ البقرة: 187] .
وكلمة الميثاق لم تَرِدْ في القرآن الكريم إلا تعبيرا عما بين الله وعباده من موجبات التوحيد ،والتزام الأحكام ،وما بين الدولة والدولة من الشئون العامة الخطيرة ،ثم على عقد الزواج .ومن هذا ندرك مقدار المكانة التي سما القرآن بعقد الزواج إليها .