أمرهم الله بشيء يعمّ نفعه المرء في نفسه وفي علاقته مع أصحابه ،ويسهل عليهم الأمور الأربعة ،التي أمروا بها آنفاً في قوله:{ فاثبتوا واذكروا الله كثيراً} وفي قوله:{ وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا} الآية .ألاَ وهو الصبر ،فقال:{ واصبروا} لأنّ الصبر هو تحمّل المكروه ،وما هو شديد على النفس ،وتلك المأمورات كلّها تحتاج إلى تحمّل المكاره ،فالصبر يجمع تحمّل الشدائد والمصاعب ،ولذلك كان قوله:{ واصبروا} بمنزلة التذييل .
وقوله:{ إن الله مع الصابرين} إيماء إلى منفعة للصبرِ إلهيةٍ ،وهي إعانة الله لمن صبر امتثالاً لأمره ،وهذا مشاهد في تصرفات الحياة كلها .
وجملة{ إن الله مع الصابرين} قائمة مقام التعليل للأمر ،لأنّ حرف التأكيد في مثل هذا قائم مقام فاء التفريع ،كما تقدّم في مواضع .