قوله تعالى:{وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} الآية .
نهى الله جل وعلا المؤمنين في هذه الآية الكريمة عن التنازع ،مبيناً أنه سبب الفشل ،وذهاب القوة ،ونهى عن الفرقة أيضاً في مواضع أخر ،كقوله:{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} [ آل عمران: 103] ،ونحوها من الآيات ،وقوله في هذه الآية:{وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} أي قوتكم .
وقال بعض العلماء: نصركم ؛كما تقول العرب الريح لفلان إذا كان غالباً ،ومنه قوله:
إذا هبت رياحك فاغتنمها *** فإن لكل عاصفة سكون
واسم «إن » ضمير الشأن .
وقال صاحب الكشاف: الريح: الدولة ،شبهت في نفوذ أمرها ،وتمشيه بالريح في هبوبها ،فقيل: هبت رياح فلان ،إذا دالت له الدولة ،ونفذ أمره ،ومنه قوله:
يا صاحبي ألا لا حي بالوادي *** إلا عبيد قعود بني أذوادي
أتنظران قليلا ريث غفلتهم *** أم تعدوان فإن الريح للعادي